تابعني على
تعتبر دراسة الحالة من أهم الأدوات التي يجب أن تعتمد عليها عندما تقوم بالبحث عن عمل أو مشاريع جديدة.
يعتبر البحث عن وظيفة جديدة أمر صعب بالتأكيد، وتعتبر السيرة الذاتية CV من أفضل الأدوات للحصول على فرصة عمل، ولكن هل هذا مناسب لمصممي UI/UX أيضاً؟
أعتقد أنه لا شك بأن معرض الأعمال يعتبر أداة أقوى بالنسبة لمصمم UI/UX ولكن حتى تمتلك معرض أعمال قوي قادر على المنافسة، يجب أن يحتوي معرض الأعمال الخاص بك على دراسات حالة توضح مهاراتك وخبراتك والمشاريع التي قمت بالعمل عليها، ولكن ما هي دراسة الحالة؟
دراسة الحالة Case Study في المفهوم العام هي عبارة عن عملية تحليلية لتقييم حالة معينة، وذلك عبر الاعتماد على تحليل البيانات ضمن الحالة بهدف الوصول إلى مجموعة من المعلومات والاستنتاجات المفيدة في النهاية.
حيث تستخدم دراسة الحالة في عدة مجالات للحصول على فهم الحالة الحالية وتحديد الخطط والتدابير المناسبة في التغيير والتحسين، وهي شائعة الاستخدام ضمن العديد من المجالات مثل الطب والهندسة والمشاريع الأكاديمية.
وقد تم توظيف دراسة الحالة في مجال التصميم أيضاً، ولكن نجدها بشكل أكبر في مجال تصميم واجهات الاستخدام حيث يقوم المصمم على عرض المشكلة التي عمل عليها، والخطوات المختلفة التي قام بها من أجل الحصول على الحل وطبعا في النهاية يتم عرض النتائج النهائية التي تم الوصول إليها.
ويتم استخدام دراسة الحالة في معارض الأعمال الخاصة بالمصممين أو الوكالات العاملة في مجال التصميم، بهدف عرض وتوثيق الخطوات التي يقومون بها ضمن عملهم من أجل جذب الإنتباه بشكل أساسي.
ويمكن أن يختلف تنسيق دراسة الحالة بشكل كبير بالاعتماد على أسلوبك والنقاط التي قمت بالعمل عليها، ولكن عادة ما يجب تحديد المشكلة في بداية الدراسة ثم إظهار كافة الخطوات التي قمت بها وتوضيح الربط بين جميع المراحل بطريقة سهلة ومبسطة وإبداعية في نفس الوقت.
من المتعارف عليه عند التقدم إلى أي وظيفة بشكل عام أن يتم استخدام السيرة الذاتية للمتقدم والتي توضح مهارات وخبرات هذا الشخص، ولكن في حالة مصممي UI/UX تحديداً الأمر مختلف نوعاً ما، لأنه رغم أهمية السيرة الذاتية ولكنها في المجمل غير كافية لتحديد إذا كان هذا المصمم مناسب للوظيفة أم لا.
أما على الجانب الآخر تعتبر دراسة الحالة التي يقوم بها أي مصمم دليل أكبر وأوضح من أجل عرض مهارات وقدرات هذا المصمم في كافة المجالات والجوانب ضمن عملية التصميم.
فكما تعلم مجال تصميم UI/UX يحتوي على الكثير من التفاصيل المختلفة والتي تتطلب مهارات مختلفة بدورها، ومن النادر أن يكون أي مصمم قادراً على تنفيذ جميع الخطوات بمهارة عالية، لذلك نجد أن الكثير من المصممين ضمن هذا المجال لديهم خبرة ومهارة في جوانب محددة تختلف من مصمم لآخر.
وهذا ينعكس بشكل واضح تماماً ضمن ملف دراسة الحالة الذي يقدمه المصمم على عكس السيرة الذاتية التي تكون غالباً ممتلئة بالشهادات والخبرات النظرية أو التي لا يمكن تقييمها.
لذلك فإن أي شركة ترغب في توظيف مصمم UI/UX أو حتى مصمم ضمن مجال فرعي من هذا التخصص، سوف تتمكن من تحديد نقاط قوة وضعف المصمم بشكل أكبر عبر الإطلاع على بعض دراسات الحالة التي قام هذا المصمم بتقديمها على عكس السيرة الذاتية التي لا تقدم معلومات واضحة.
بالإضافة إلى أنه من خلال تضمين مجموعة متنوعة من دراسات الحالة في معرض أعمالك، فأنت تمنح العديد من العملاء المحتملين فرصة الإطلاع على أعمالك بدون الحاجة للتواصل معك بشكل مباشر، وهذا ما يفعله بعض الأشخاص الذين يقومون بالبحث عن المواهب بشكل منفرد.
بشكل عام لا يمكن وضع قالب موحد لدراسة الحالة كون كل مشروع يتكون من أمور مختلفة، لذلك ستكون احتياجات المشروع وخطواتك التي تعمل عليها أيضاً مختلفة، ولكن يمكننا القول أنه من الممكن أن تكون هناك بعض النقاط الأساسية التي لا غنى عنها ضمن دراسة الحالة المخصص لمشاريع تصميم UI/UX تحديداً.
يعتبر البداية بعنوان المشروع ثم ملخص بسيط عن المشروع أمر جيد، لأنك تحتاج لتهيئة القارئ أو المتابع حول الموضوع بشكل عام حتى يتمكن من فهم فكرة المشروع الذي يقوم الآن بالإطلاع عليه.
في بعض المشاريع قد تعمل على إعادة تصميم منتج أو حل تقني ما، إعادة التصميم هذه يكون سببها هو تلافي بعض المشاكل الموجودة ضمن التصميم القديم أو تحسين المنتج بشكل كامل، من الجيد أن تقوم بوضع هذه التفاصيل بشكل كامل مع نماذج من التصميم القديم نفسه.
أيضاً إن كان المشروع جديد بشكل كامل من الجيد أن تقوم بوضع المتطلبات التي سوف تقوم بالعمل على تصميمها ضمن المشروع.
من الجيد دائماً ضمن مشاريع تصميم UI/UX أن تبدأ في تحليل المشروع وإجراء الأبحاث المختلفة، مثل المقابلات الشخصية والأبحاث الميدانية أو الأبحاث الكمية والتحليلية.
حاول قدر الإمكان إدراج أكبر قدر من التفاصيل حول هذه المراحل المختلفة، واحرص أثناء عملك على توثيق مراحل العمل قدر الإمكان حتى تتمكن من إدراج أكبر قدر من التفاصيل الممكنة ضمن هذه الجزئية.
ملاحظة: قد تكون بعض المعلومات حساسة حول المشروع لذلك توخى الحذر في المعلومات المدرجة وتأكد أنها لا تتضارب مع مصالح العمل حتى لا تسبب لنفسك مشاكل لاحقاً عبر عرض معلومات من المفروض أن لا يتم عرضها.
الآن أصبح لديك الكثير من المعلومات حول المشروع سوف تبدأ بالعمل على أمور مختلفة مثل الشخصيات والتدفق المستخدم وهيكلة البيانات ثم الواير فريم، هذه التفاصيل المختلفة كلها تعتبر تخطيطات أولية ستعتمد عليها ضمن المراحل القادمة من الجيد جداً أن تقوم بإدراج أكبر قدر منها ضمن دراسة الحالة، كونها سوف توضح بشكل جيد ما هي التفاصيل التي قمت بالعمل عليها والمهارات التي تمتلكها وأيضاً جودة العمل الذي تسعى إليه.
إن كنت تعمل أيضاً على تصميم واجهات الاستخدام ضمن المشروع أجد من الجيد جداً أن تقوم بعرض نظام التصميم الذي قمت ببنائه لهذا المشروع، مثل الألوان والخطوط والأيقونات والأنماط المستخدم، وذلك بطريقة مرتبة كون جميع هذه العناصر يضيف بُعد جمالي لدراسة الحالة.
بعد كل هذه التفاصيل يمكننا القول أنك وصلت للمرحلة النهائية لذلك يمكنك عرض النتيجة النهائية التي وصلت إليه ضمن التصميم، ومن الجيد أن يكون التصميم تم عرضه بطريقة إبداعية أو أن يكون تفاعلي بحيث يتمكن المستخدم من تجربته عبر إدراج روابط للتصميم نفسه أو روابط للمشروع بعد عملية التطوير.
أيضاً من الجيد أن يقوم بعرض بعض البيانات التي تتعلق بالنتيجة فمثلاً لو كنت تحاول تحسين تجربة استخدام موقع كان يحصل على ألف زيادة شهرياً سيكون عرض عدد الزيادة بعد إعادة التصميم أمر جيد لأنه يوضح مدى التحسين الذي حصل عليه المشروع من جراء إعادة التصميم.
نصيحتي لك لبناء هيكلية دراسة حالة مثيرة للاهتمام حاول الابتعاد عن التفاصيل التي لا تضيف لسير العملية أي شيء فعلي و ركز أكثر على سرد الخطوات التي قمت بها بطريقة توضح مهاراتك التصميمية والقدرة على الربط الجيد بين الأفكار وكيفية بناء منتج جيد يقوم بحل المشكلة بأفضل تجربة استخدام ممكنة.
متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.
واجهات الاستخدام
إدارة الشركات
