تابعني على
alert icon
قريباً إطلاق الموقع بشكل جديد تماما مع محتوى جديد أيضاً
تجربة المستخدم
نشر في
2022-10-30

ما هي قابلية الاستخدام Usability؟ وكيف أحسن موقعي أو تطبيقي لها؟

هناك الكثير من الخلط ما بين قابلية الاستخدام وسهولة الاستخدام فلكل مصطلح معنى مختلف عن الآخر.

ما هي قابلية الاستخدام Usability؟ وكيف أحسن موقعي أو تطبيقي لها؟

تجربة المستخدم تتكون من الكثير من الجوانب المختلفة، ولكن هناك بعض الجوانب التي يتم التغافل عنها أو تجاهلها بشكل كبير رغم أهميتها الكبيرة، وهي قابلية الإستخدام (Usability).

ما هي قابلية الاستخدام؟

تعتبر قابلية الاستخدام هي مقياس لمدى قدرة مستخدم معين من استخدام منتج أو تصميم من أجل تحقيق اهدافه المحددة بفاعلية وكفاءة. أي بعبارة أخرى قدرة المستخدم الاستفادة من ميزات هذا التصميم واستخدامها بشكل مناسب دون الحاجة للمساعدة.

عادة ما يقوم المصممون بالقيام باختبارات قابلية الاستخدام على التصاميم التي يقومون بالعمل عليها بدأ من مراحل مبكرة من عملية التصميم، إبتداءاً من مرحلة الرسوم الأولية أو الوايرفريم وحتى مراحل التصميم النهائية، وذلك من أجل التأكد من أن التصميم يعتبر جيد ضمن معايير الاستخدام.

وتكمن المشكلة ضمن عالمنا العربي في تجاهل نسبة كبيرة من أصحاب المشاريع والمصممين لهذه الجزئية بشكل كامل واعتقادهم بعدم أهميتها، أو بإجراء اختبارات قابلية الاستخدام بشكل داخلي بدون الاعتماد على مستخدمين حقيقين وهو ما يعتبر خطأ تماماً.

مكونات الجودة لقابلية الاستخدام

يتم الخلط عادة ما بين قابلية الاستخدام وسهولة الاستخدام، بحيث يعتقد البعض أن المصطلحين هما نفس الشيء وهذا غير دقيق، فقابلية الاستخدام عنصر أساسي من عناصر تجربة المستخدم أما سهولة الاستخدام فهي جزء من قابلية الاستخدام.

ويمكن تقييم قابلية الاستخدام بشكل أساسي عبر خمس مكونات جودة أساسية وهي:

  • قابلية التعلم (Learnability): وهي النقطة التي تصف سهولة قيام المستخدمين بإنجاز المهام ضمن التصميم في المرة الأولى التي يستخدموا التصميم ضمنها.
  • الكفاءة (Efficiency): يعبر هذا المكون عن سرعة أداء المستخدمين للمهام ضمن التصميم بعد أن تعلموا التصميم سابقاً.
  • القدرة على التذكر (Memorability): يحدد هذا المكون مدى قدر المستخدمين على تذكر طريقة استخدام التصميم بعد أن يكونوا قد تركوا التصميم لفترة من الزمن.
  • الأخطاء (Errors): هذا المكون يحدد عدد الأخطاء التي يرتكبها المستخدم عندما يستخدم التصميم، ومدى خطورة هذه الأخطاء، وقدرة المستخدمين على تلافي الأخطاء لاحقاً.
  • الرضا (Satisfaction): يحدد هذا المكون مدى رضا المستخدمين وسعادتهم أثناء استخدام التصميم.

وطبعا قد يكون هناك بعض المكونات الأخرى التي تحدد جودة قابلية الاستخدام، ولكن كل هذه المكونات لا تكون مهمة في حال عدم قدرة المستخدم على تنفيذ الوظيفة الأساسية التي تم إنشاء التصميم من أجلها.

لماذا تعتبر قابلية الاستخدام مهمة؟

تعتبر قابلية الاستخدام من العناصر المهمة جداً بالنسبة لأي منتج وذلك من أجل البقاء، خصوصاً ضمن المجالات التي تحتوي على منافسة كبيرة جداً مثل مواقع الويب أو تطبيقات الهواتف الذكية.

هذه المنافسة الكبيرة تقدم للمستخدمين خيارات كثيرة للاستخدام، ففي حال كان المنتج غير واضح أو غير سهل للاستخدام فإن المستخدم سوف ينتقل إلى المنافسين بشكل مباشر دون أي تفكير، لذلك عدم التأكد من قابلية الاستخدام ضمن أي منتج هذا يعني الحكم عليه بالفشل.

كيف أقوم بتحسين موقعي أو تطبيقي ضمن قابلية الاستخدام؟

هناك عشرات النقاط حرفياً التي تساعد في تحسين تجربة قابلية الاستخدام ضمن المواقع والتطبيقات، ولكني سوف اقوم بتحديد بعضها بناءاً على النصائح التي حددها ستيف كوغ في كتابه "لا تجعلني أفكِّر".

استفد من الأعراف

المقصود هنا هو استخدام الأعراف السائدة ضمن مجال محدد، كونها تساعد المستخدمين في التعرف على الكثير من النقاط المقصودة بشكل مباشر وسهل، مثل أن يتم وضع القائمة الرئيسية في أعلى الموقع بدل من وضعها في مكان جديد أو استخدام اللون الأحمر لتوضيح رسائل الخطأ.

هذه النقاط قد تبدو بديهية ولكن الكثير من المصممين لا يقومون بالتقيد بها، وهذا ما قد يؤدي لإرباك المستخدم بحيث يحتاج لمحاولة فهم المقصود والبحث عن ما يحتاج بدلا من تمكنه من تنفيذ المهمة مباشرة.

صمم بنية بصرية واضحة

صفحات الويب شبيهة جداً بصفحات المجلات والكتب، فهي تحتوي على كمية كبيرة من النصوص والصور، ولكي يستطيع المستخدم فهم هذه الصفحات بطريقة بديهية، يجب أن تملك هذه الصفحات هيكلية واضحة للمحتوى داخلها.

أي أنك تقوم بتمييز العناوين الاساسية بخط كبير ثم العناوين الفرعية بخط أصغر وهكذا، الاستفادة من هذه الهيكلية بشكل جيد ضمن أي صفحة يساعد المستخدم على فهم المحتوى والانتقال إلى القسم الذي يبحث عنه بدل محاولة قراءة كل النصوص التي قد تكون كثيرة.

تقسيم الصفحات إلى أقسام 

أيضاً كل صفحة في اي موقع او حتى تطبيق غالباً ما تحتوي على أفكار مختلفة يمكن تقسيمها إلى أجزاء أو أقسام منفصلة، مثلاً بدل ان يتم سرد جميع المنتجات ضمن الصفحة الرئيسية لمتجر إلكتروني ككتلة واحدة، يمكن أن تمتلك الصفحة أجزاء مثل المنتجات الأكثر طلباً وقسم للمنتجات الجديدة وقسم للعروض وهكذا.

هذا التقسيم للمحتوى ضمن نفس الصفحة يسهل جداً على المستخدم فهم الأفكار الرئيسية والانتقال مباشرة إلى ما يبحث عنه، تذكر أن المستخدم لا يقوم بقراءة كل صفحة سوف يصل إليها في الإنترنت.

اجعل ما هو قابل للضغط واضح

كوني مصمم واجهات استخدام اعرف تماماً كم هو مغري عدم جعل كل الأمور القابلة للضغط واضحة بطريقة مميزة، وذلك من أجل المحافظة على ترتيب التصميم بصرية بشكل جميل، ولكن بهذه الطريقة قد لا يستطيع المستخدم معرفة مكان كل الروابط وهذا ما سوف يجعله في حيرة.

تأكد دائماً أن العناصر القابلة للضغط واضحة بشكل كافي للمستخدم وأيضاً تأكد أن كل عنصر من المتوقع استخدامه كرابط أن يكون مفعل أيضاً وذلك لاختصار كل الأمور على المستخدم.

اجعل التصميم بسيط قدر الإمكان

كلنا يعلم حالياً ان التصاميم الأكثر بساطة هي الأكثر نجاحاً بشكل عام، لأن التصاميم التي تحتوي على الكثير من التفاصيل تؤدي إلى حيرة المستخدم، فهي أشبه بضجيج هائل بجانب شخص يحاول الاستماع للموسيقى. 

لذلك لكي تضمن أن يستطيع المستخدم فهم معنى الصفحة والتفاصيل التي تحتويها، حاول أن تقلل الضجيج ضمنها قدر الإمكان أي أن تجعل التصميم بسيط لأبعد درجة ممكنة.

استفد من تنسيقات النصوص المتوفرة

كما أشرت سابقاً صفحات الويب اشبه بصفحات المجلات والكتب، لذلك عليك أيضاً أن تقوم بترتيب المحتوى بشكل جيد عبر الاستفادة من تنسيقات النصوص مثل العناوين والقوائم المتعددة والاقتباسات وغيرها من العناصر المتوفرة وأيضاً عبر تقسيم المحتوى لفقرات.

تخيل أن تكون هذه المقال التي تقرأها حالياً عبارة عن نص واحد متتالي بدون أي تنسيق أو عناوين، أنا متأكد أنك لن تكمل قراءة أول سطرين، دماغك سيجد أن قراءة هذه الأفكار كلها صعب عليه لذلك سوف يتوقف قبل أن يبدأ.

الخلاصة

 قابلية الاستخدام (Usability) من العناصر الأساسية في تجربة المستخدم لذلك لا يجب عليك تجاهلها ضمن عملية التصميم، أيضاً يجب أن تتأكد من قيامك باختبارات قابلية الاستخدام ضمن المراحل المبكرة من عملية تصميم أي منتج.

حاول التقيد بالإرشادات التي تساعدك في تحسين قابلية الاستخدام ضمن الموقع أو التطبيق الذي تعمل على تصميمه، فهي بسيطة في المجمل ولكنها تؤدي إلى تحسين كبير، ضمن التدوينة القادمة في هذه السلسلة سوف أتكلم عن كيف يمكنك القيام باختبار سهولة الاستخدام بنفسك. 

المصادر:

Usability 101: Introduction to Usability: https://bit.ly/3fjH6F3

كتاب لا تجعلني أفكِّر: https://bit.ly/3BPXg1k

Ahmad Sekmani Avatar
أحمد سكماني

متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.