تتغير متطلبات السوق بشكل مستمر وذلك بحسب المستجدات ومجال التصميم ليس بعيد عن هذه التغيرات.
لا شك أن دخول العالم في أزمة اقتصادية والتغيرات الجذرية التي حصلت على طريقة العمل في السنوات الماضية مع جائحة كورونا بالإضافة إلى ثورة الذكاء الاصطناعي التي نعيشها في الوقت الحالي، جميع هذه العوامل انعكست بشكل كبير على جميع التخصصات الوظيفية ومنها بالتأكيد تخصص تصميم تجربة المستخدم.
لذلك نجد أنه خلال هذا العام أي 2023 سيكون هناك الكثير من الاتجاهات الجديدة التي لم نشهدها والتي سوف تسيطر على مجال تصميم تجربة المستخدم بشكل كبير، فمن الأفضل لك أن تكون على دراية جيدة بهذه الاتجاهات حتى تستطيع أن تتأقلم معها بشكل مناسب.
ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT و Midjourney كان له تأثير كبير على مجالات مختلفة وخصوصاً على المجالات التقنية، لذلك لا يمكننا أن ننكر بأن أكبر الاتجاهات المسيطرة في الوقت الحالي هو محاولة الاستفادة بأكبر شكل ممكن من هذه التقنية أثناء مراحل العمل من أجل توفير الوقت والمجهود والتكلفة، هذه المحاولات قد تكون في الوقت الحالي بسيطة أو سطحية ولكنها تعد بالكثير من التغيرات في المستقبل.
مواضيع ذات صلة:
ولن يتوقف استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن مجالات التصميم فقط على الأدوات التي ذكرتها والتي تعتبر أشهر هذه الأدوات في الوقت الحالي، وإنما سوف يتخطى تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدوات التي نستخدمها بشكل مباشر ضمن عملنا بطرق قد لا نشعر بها.
فكثير من الأدوات التي نستخدمها حالياً بدأت تقوم بمحاولة دمج الذكاء الاصطناعي بشكل داخلي ضمن بعض الميزات التي تمتلكها، مثل أدوات تقوم على تحسين المحتوى وغيره من الميزات التي باتت تسهل عملنا بشكل كبير.
صحيح أن كل من مجال تصميم تجربة المستخدم أو تصميم واجهات الاستخدام يعتبر مجال مختلف تماماً، وأن الكثير من الشركات تعتمد على توظيف متخصصين ضمن كل مجال على حدى خصوصاً أن كل مجال منهما يمتلك مجالات فرعية أيضاً.
ولكن تأثير التضخم والأزمة المالية سوف يدفع الشركات للتفكير في طرق مختلفة في الوقت الحالي، والهدف الأساسي هو محاولة تخفيف النفقات قدر الإمكان، فقد شاهدنا كبرى الشركات مثل أمازون وفيس بوك وجوجل تقوم بتسريح عشرات آلاف الموظفين.
هذا وضع الشركات الكبرى فما بالك بالشركات الصغيرة، لذلك سوف تلجأ هذه الشركات لمحاولة تقليل عدد الأفراد العاملين ضمنها بهدف ضبط النفقات، وليس هناك طريقة مختصرة أكثر من توظيف عدد أقل من الموظفين الذين يمتلكون مهارات مختلفة تغطي عدة جزئيات ضمن العمل.
وفي نفس السياق تماماً بات العمل عن بعد أحد أكثر الطرق التي تعتمد عليها الشركات من أجل تخفيض النفقات، خصوصاً أن المخاوف التي كانت لدى الشركات من هذا النوع من أساليب العمل قد تبددت مع جائحة كورونا والتي دفعت الشركات للقبول بهذا النمط من العمل مرغمة.
ولكن الغير متوقع ان الكثير من الشركات تبنت هذا النمط من العمل بشكل دائم، وذلك كونه يحل الكثير من المشاكل منها مشكلة ارتفاع نفقات التوظيف كما اشرت، وايضاً إمكانية توظيف مواهب من شتى بقاع الأرض ما يقدم للشركات خدمة لم تكن تحلم بها من قبل.
تكلمنا عن طبيعة العمل في مجال تصميم تجربة المستخدم، ولكن هناك اتجاهات اخرى سائدة لعام 2023 تتعلق بتجربة المستخدم نفسها، فضمن الوقت الحالي أصبح المستخدم يتوقع تجربة مستخدم جيدة من الشركات التي يستخدم منتجاتها.
لذلك باتت الشركات تحاول تحسين تجربة المستخدم الخاصة بمنتجاتها بشتى الطرق، ومن إحدى الطرق التي أثبتت فعاليتها هي تجربة المستخدم المخصصة، والتي تقوم على تحويل تجربة المستخدم الخاصة بالمنتج بطريقة أكثر تخصيصاً لكل مستخدم على حدى.
هذه الطرق في تخصيص تجربة المستخدم تقدم للمستخدمين مستوى أفضل من تجربة المستخدم تهدف لجذب المستخدم وتحقيق احتياجاته بشكل أفضل.
شاهدنا خلال السنة الماضية كيف قامت فيس بوك بتخصيص عشرات المليارات من أجل تطوير العالم الافتراضي الخاص بها، والذي يعتبره مارك زوكربيرغ مؤسس فيس بوك هو القفزة المستقبلية لعالم التقنية.
صحيح أن الكثير من الناس لا تتفق مع مارك حتى الآن وهناك مؤشرات كبيرة تشير إلى أن العالم الافتراضي سوف يفشل، ولكن في نفس الوقت هناك توجه للكثير من الشركات باتجاه تطوير هذا العالم بشكل كبير، لذلك في أسوأ الأحوال سوف نشهد ظهور الكثير من التقنيات والتطبيقات التي تعتمد على هذا العالم.
لذلك سوف نشهد ايضاً طلب على تجربة المستخدم المخصصة للعالم الافتراضي والتي ستحمل معها برأيي مجموعة من الأفكار المختلفة التي لم نتعامل معها سابقاً.
لا يكاد يمر شهر إلا ونسمع بمجموعة من الأدوات الجديدة التي تظهر ضمن مجال تصميم تجربة المستخدم وأيضاً تصميم واجهات الاستخدام، هذا المجال من المجالات الجديدة نسبياً لذلك نجد أن الشركات تحاول قدر الإمكان أخذ حصة لها ضمن سوق الأدوات.
خصوصاً بعد صفقة استحواذ أدوبي على فيجما والتي كانت برقم خيالي فعلاً، هذه الصفقة دفعت الكثيرين للتفكير بتطوير أدوات تُستخدم ضمن هذا المجال ومحاولة جذب مستخدمين لها، بهدف محاولة بيع هذه الأدوات لاحقاً عبر صفقات استحواذ بأسعار مرتفعة.
بشكل عام هناك الكثير من الاتجاهات التي تتغير بشكل مستمر ضمن مجال تصميم تجربة المستخدم، كون هذا التخصص له تأثير كبير على قطاع التقنية وغيره من القطاعات الاقتصادية.
لذلك من المهم جداً لك إن كنت تعمل في هذا المجال أن تكون على دراية بهذه الاتجاهات بهدف تطوير نفسك بالاتجاه الصحيح لكي لا تخسر فرص المنافسة في المستقبل.
متخصص في تصميم واجهات الاستخدام وتجربة المستخدم، عملت على عشرات مشاريع تصميم التطبيقات والمواقع، وأعمل حالياً كمستشار تصميم تجربة مستخدم ضمن العديد من الشركات التقنية، بالإضافة لعملي كمدير للمنتجات ضمن مشاريع تقنية مختلفة.